الجمعة، 30 ديسمبر 2011


"رحلتَ أبا فرات "

مرثية شاعر العرب الأكبر

محمد مهدي الجواهري

محمد الصيداوي

في ذلك المساء الساخن من يوم 27/7/1997 وفي أول خبر استمع اليه الشاعر الصيداوي من إذاعة "مونت كارلو" على لسان المذيع "سعد المسعودي" الذي بكى حزنا وهو يقرأ خبر رحيل الشاعر الكبير الجواهري… من هنا توقف الصيداوي .. وحدّث المذياعَ قائلا "أحقاً يا سعد ما تقول ؟" .. وأعاد المذيع الخبر ثانيةً مفصلا إياه بلغةٍ أقوى من الموت والصمت والضجيج .. فرمى الصيداوي بالمذياع وأسرع الى حيث اعتاد أن يكتب قصائده وحيداً .. ومر الليل بطوله وجمره ، والفجر بلطفه وقصره .. حتى إذا كان الضحى حمل الشاعر قصيدته هذه الى زميليه الأديبين الكريمين سليمان البكري والدكتور ماجد الحيدر بطاقةَ حبّ وتعزية لهما برحيل عملاق الشعر العربي الجواهري الكبير الكبير …

مرثية الجواهري

محمد الصيداوي

إمامُ الشـعرِ أعنقَ لارتحالِ ومجـدُ المجدِ آلَ الى الزوالِ

نعى الثقـلانِ للدنيا جـلالاً فأثقـلَ سمعَـها نعيُ الجلالِ

لقد أخرستَ ألفَ فمٍ نطـوقٍ غـداةَ حلبتَ أخلافَ المحالِ

فأعيا النعيُ دونكَ كلَّ شـعرٍ وظلَّ حديثُـنا غرضَ السؤالِ

وأنتَ "أبا فراتٍ" فـردُ دنيا حباها مجدُكَ الغُـررَ الغوالي

وإرثُكَ إرثُ عزتـنا جميعا وعـزكَ إرثُ منقطعِ المثالِ

أسلتَ من القريضِ فراتَ نبعٍ فما أبقـيتَ بعدكَ من مقالِ

جواهركَ اللآلي وهي تزري بما خلقَ الإلـه من اللآلي (1)

ستبقى سِـفرَ آيٍ محكـماتٍ ترتـّلها الأواخرُ والأوالي

***

رحـلتَ "أبا فراتٍ" والمنايا ذهلنَ لموكبِ لكَ في الأعالي

شددتَ الرحلَ عـيّافاً مُعيلاً ونحنُ إليك من بعـضِ العيالِ

جياعُـكَ بعدُ رغمَ دمٍ جياعٌ وإن هَدْهَـدْتَ هُلاّكَ الهـزال (2)

وما ناموا وإن حُسـبوا نياماً وإن شبعوا فمِـن تُرعِ السُلال

وحيداً كـنتَ فيها مستَفَـزّاً وكـنتَ بألفِ ألفٍ لا تـبالي

كم استعدوا عليك ذئابَ حقدٍ وكم أشلوا عليكَ من السَّـفالِ (3)

وكم صاءتْ عقـاربُهم بليلٍ فقطَّعَ ظهرها خفقُ النّعالِ

لقد عرّيتَهم تيساً فتيساً ولم تأمنْهُمُ رعيَ السّخالِ

ولمّا جاشَ سيلُكَ لم تدعْهمْ على ضفيتيكَ إلا كالجُفالِ

***

سلاماً يا وريفَ المجدِ إنّا ظللنا بينَ عرّافٍ وفالِ

فإنكَ كنتَ أشرفَنا مقاما وآلاً لـم يمـتَّ لنا بآلِ

وإنكَ كنتَ أقطعَنا سيوفاً وأصبَرَنا على حُرَقِ النضالِ

وكنتَ درئَ سيفِ البغيِ حتى "تكسرتِ النصالُ على النصالِ" (4)

***

لقد شرّقتَ في الدنيا صبياً وقد غرّبتَ مبيضَّ القذالِ

وفي شأنيكَ مُطَّلّبٌ جليلٌ تجاوزَ قدرُهُ حدَّ الجلالِ

لقد غاضَ الفراتُ غداةَ غاضتْ عيونُكَ تحتَ حبّاتِ الرمالِ

وقد أذللْتَنا من بعدِ عزٍّ وقد نخَّرتَ أعظُمَنا البوالي

فيا "أعمى المعرةِ" قُم حريقاً ونادِ "أبا محسّدَ" في الرجالِ

وخفّا نبِّئا الشعراءَ طُرّاً من الغرباءِ والعرَبِ الموالي

قفوا صفَّيْ ملائكةٍ وطيرٍ وشيلوا النعشَ للسبعِ العوالي

وطوفوا حيثُ سِدرةُ منتهاهُ وبيتوا حيثُ منها في الظلالِ

فقد وافاكمُ الملَكُ المُسمّى غريبَ الدارِ مبتوتَ الوصالِ

نقيَّ الثوبِ حمّالَ الرزايا طويَّ الهمَّ وضّاءَ الخصالِ

رفيعَ الشأوِ بذّاخاً قؤولاً حديدَ القلبِ نضّاخَ العَزالي

نسيلَ الفجرِ نسّالَ الضحايا طويلَ الباعِ شدّادَ الحبالِ (5)

غضينَ ملامحَ الجفنينِ سمحاً رحيبَ الصدرِ محمودَ الخلالِ

قضى شطري منازَلَةٍ طريداً يخبُّ من اعتقالٍ لاعتقالِ

فما ألقى عصا التّرحالِ إلاّ ليبدأَ كرّةً شدَّ الرّحالِ

يقاتِلُ بالدمِ الفـوّارِ حـيناً وحيناً بالقِصارِ وبالطوالِ (6)

***

بكاكَ الشعرُ والشعراءُ خرسٌ وكلٌّ باتَ في مرثىً سجالِ

حلبتَ الدهرَ أشطرَهُ غريراً تحلّقُ فوقَ أجنحةِ الخيالِ

عبرتَ برازخَ الدنيا غريباً وصرتَ الى المحطاتِ الخوالي

فمَن للاّهباتِ النارَ فينا إذا عصفتْ بنا عُتَمُ الضلالِ ؟ (7)

ومَن للجرحَ بعدكَ يمتريهِ ليعبقَ منهُ نوّارُ الجمالِ ؟

ومَن للناثراتِ الشَعرَ غنجاً ومَن للفائحاتِ على ارتجالِ ؟

ومَن للخَيفِ بعدكَ يزدهيهِ ومَن للحبلياتِ من الدوالي ؟ (8)

ومَن للظامئاتِ بكلِّ صوبٍ ومَن للراشفاتِ من الطِلالِ ؟

أرى الشعراءَ أخصبَهُم عقيما إذا لم يندبوكَ بكلِ غالِ !

***

لئن غادَرْتنا في الليلِ شمساَ ستبكي فقدَ طلعتكَ الليالي

هي الأجداثُ بعثرَ جانبيها نذيرُكَ قبلَ محتمَل الرحالِ

فقد قامتْ مقابرنا بروقاً لنعشكَ وهو يشمخُ كالجبالِ

وقد ركعتْ وأغضتْ مقلتيها وقد سجدتْ سجودَ جَوٍ مُوالِ

لمثلكَ لا يُضَنُّ بنزفِ دمعٍ ومثلكَ لا يقاسُ بأيّ حالِ

على جفنيكَ ألقى الدهرُ سرّاً خبيئاً لا يُنَهنَهُ بالسؤالِ

وفي عينيكَ حزنُ أبي وأمي وفي جنبيكَ جرحُ أخي وخالي

***

وسبّابينَ من فرَقٍ وحقدٍ نعوكَ لنا بشامتةِ المقالِ

وحسّادٌ عليكَ "بأمِّ عوفٍ" بكوكَ بكلّ منسرب المسالِ (9)

وما يبكون دجلةَ أو أخاها ولكنْ كلَّ دفّاقِ الزلالِ

***

أجدَّكَ كيف تعتنق المنايا غريمَ الموتِ فرّاجَ العِضالِ ؟ (10)

وكيف تصيرُ تلكَ الشمسُ رملاً وكيف تغورُ في عفِنٍ مُهالِ ؟

أُعيذكَ من حفيرٍ في ثراها وبحركَ لا يُوارى بالرمالِ!

ولكنْ تلكَ كوفتُكَ استراحتْ بعينيها عماليقُ الرجالِ

وكانوا حيثُ كنتَ لظىً وماءً وبعدَ اليومِ أطيافَ الخيالِ !

***

أُجِلُكَ لستَ محتطِباً بليلٍ ونبلُكَ لا تطيشُ مع النبالِ

سلاماً كالشَمالِ "أبا فراتٍ" وعذراً باليمين وبالشِمالِ

فإنْ أبكِ الرجالَ فأنتَ أولى وإن أُقلِعْ فلستَ بذي مَلالِ

وحقِكَ تلكَ مهزلةٌ ستبقى نجيءُ سُدىً ونُتلِعُ للزوالِ

تقبِّلنا الحياةُ هوىً ونبعاً ويعصرنا الردى عصر الثفالِ !

***

سلاماً تلكَ دجلتكَ استبتْها يدُ الطاعونِ بالداءِ العُضالِ (11)

لكَمْ حيَّتْكَ عن بعدٍ ظميئاً تمنَّعُ عن وصالكَ بالدلالِ

عجبتُ لسرِّها كيفَ استُبيحت منابعُها ولم تكُ باشتعالِ

لسوفَ تظلُ فيها الطيرُ عطشى لتنهلَ طينَها أيَّ انتهالِ

أُجلكَ أيها الجدثُ المفدّى بما حُمِّلتَ من قيلٍ وقالِ

وما أُلهِمتَ من وجعٍ وحبٍّ وما خلَّيتَ من عَرَضٍ مُذالِ

ستبقى الريحُ تلعنُها الأقاحي وتبقى السيفَ يُحمَدُ في المصالِ

***

علَلْتَ من المروءةِ بعد نهلٍ بكأسَيْ حرّةٍ قبلَ الفِصالِ (12)

بناتُكَ من مقاطعها أدارتْ رحىً لا تستديرُ على الصُهالِ (13)

فقد كنتَ الفحولةَ في ذراها وجاوزتَ الرجولةَ في الكمالِ

***

برَيتَ سهامكَ التسعينَ تترى ورِشتَ السبعَ بالقِدحِ المُجالِ (14)

رميتَ بها الطغاةَ فطاحَ منهم هزيعٌ من سماسرةٍ ضحالِ

ونازلتَ الزمانَ وأنتَ غِرٌّ ومثلكَ لا يُخوَّفُ بالنزالِ

فيا ابن الأكرمينَ وأنتَ بدءٌ ويا ابن الباترات من الصِقالِ

ويا ابن الدوحـةِ العلياء ياابــن البيان الفذ والسحرِ الحلالِ

ويا ابن الكوفةِ الحمراءِ يا ابن الجراح الداميات على انتضالِ

أعِرنا من لظاكَ دماً سخيناً فقد غالت بنيكَ يدُ اعتلالِ

وقد عبّتْ كؤوسَ الذلِّ عبّاً فولّتْ قبلَ محتدَمِ القتالِ

***

أبثُّكَ وجدَ مُرتثٍّ حريبٍ يبلُّ صداهُ من دمه المُسالِ (15)

ويزرعُ جرحَهُ النغّار ناراً بها زادُ المُعالةِ والمُعالِ

يحوكُ قصيدَهُ من خيطِ برقٍ نهيكِ القَدحِ شحّاطِ المنالِ

يؤمّلُ فيه ما أملّتَ منهُ على أنّ الحقيقةَ في الخيالِ

ولا .. هيهاتَ ذا أملٌ قَصيٌّ يقوَّمُ دونه قوسُ الهلالِ

***

أتنشدُ يا فراتُ "أبا فراتٍ" وقد وخدتْ به خيلُ الصيالِ

أتسألنا وأدرى أنتَ منا وفي شطيكَ أجوبةِ السؤالِ

تشاجرتِ المنونُ عليه غرثى توافدُ في سوانحهِ العجالِ

كأنّ لها عليهِ دماً ووِتراً ولمّا يوفِها بأخٍ فَحالِ !! (16)

***

سلاماً يا غريبَ الدارِ حيّاً سلاماً راحلاً لثرىً مُهالِ

سلاماً يا نبيّ الشعرِ جدّتْ بخافقهِ مصاهرةُ الكلالِ

سلاماً من وجيفٍ في الحنايا سلامَ مهاجرٍ لهِبِ الذُبالِ

سلاماً من نزيفِ دمٍ مُلِثٍّ تتابع في دفيقِ هوىً مُسالِ

رمانا العقمُ بعدكَ حيثً عادتْ قصائدُنا كنسوتنا الحِيال

وكلُّ قصيدةٍ لم تبكِ جمراً عليكَ بومضها محضُ افتعالِ

***

كم انثالت عليكَ نبالُ رَذلٍ وكنتَ بها تلوذُ من الرُذالِ (17)

ورُحتَ تسُلّها نبلاً فنبلاً وتسلوها وخصمكَ غيرُ سالِ

فكم نزِقٍ يداهُ برَت يديهِ وكم ذئبٍ تشبَّهَ بالغزالِ

فما مِن قابسٍ مِ الماءِ ناراً وما مِن سالمٍ بين الصلالِ

***

و"زينبُ" ما أنَخْتَ بها ركاباً هوىً إلاّ على مضضٍ الزيالِ (18)

فكم عقدتْ يداكَ على "عليٍّ" رتيمةَ شاعرٍ قلقِ المجالِ

وكم شذّرتَ في النجفِ الحنايا وكم لملمْتها بعد انفصالِ

إذا قال المؤذنُ "حيَّ" فجراً شددتَ وقلتَ حيَّ على النزالِ

لقد كرُمَتْ دمشقُ على عُلاها ونافتْ من نوالكَ في النوالِ

***

سلاماً خاتَمَ الألفينِ جيلاً تظلُّ مثيرَ ملحمتَيْ جِدالِ

سلاماً أوهبَ الشعراءِ عذباً تظلَّ ترودُهُ عُصَبُ السّبالِ

سلاماً ما بدا لكَ من سنيحٍ يبشّرُ بالنعيمِ وما بدا لي

سلاماً ما ادّكرتَ شميمَ روضٍ وما هاداكَ من طيفٍ مُمالِ

سلاماً كلما وافاكَ غيثٌ تلفّعَ في عطاياكَ الجزالِ

على نفحاتِ مضجعكَ التحايا تفاوحُ بالجنوبِ وبالشمالِ

وأيَّ سلامةٍ نرجو لعقبى قصيدك من مُكارهكَ الُمغالي

محمد الصيداوي

ديالى / المقدادية

ليلة 27/28 تموز 1997

إشارات

1) جواهرك / قصائدك .

2) إشارة الى قصيدته الرائعة "تهويمة الجياع".

3) إشارة الى قماءة النظام السابق بالتعريض بالشاعر من قبل أزلامه وهو في الغربة.

4) إشارة لبيت المتنبي " وكنت إذا أصابتني سهام …."

5) نسيل/ كناية عن نقاء سريرة الشاعر. ونسال الضحايا كناية عن أن قصائده كانت دافعا للمناضلين على الاستشهاد.

6) كناية عن المقطعات الشعرية القصيرة التي كان يرتجلها الشاعر وقصائده الملحمية الطويلة.

7) اللاهبات / القصائد.

8) الخيف / النجف الأشرف.

9) أم عوف / قصيدته الشهيرة "يا أم عوف عجيبات ليالينا"

10) غريم الموت / كأن الشاعر يطلب الموت بتِرةٍ.

11) إشارة الى ممارسات النظام السابق التي لم يسلم منها حتى نهر دجلة الخالد.

12) إشارة الى دوحتي نسبه الشريف خؤولة وعمومة.

13) بناتك / قصائدك.

14) إشارة الى سني عمره السبع والتسعين فعمره على الأرجح سبع وتسعون سنة.

15) الأبيات الأربعة التالية هي خطاب الشاعر للجواهري.

16) إشارة الى أخيه جعفر الذي استشهد في معركة الجسر خلال وثبة كانون عام 1948.

17) إشارة الى تعريض النظام السابق بالشاعر.

18) زينب / إشارة الى مثوى الشاعر بجوار مرقد السيدة زينب بنت علي بدمشق.

الأحد، 9 أكتوبر 2011

ضراوة الآس

مجموعة شعرية جديدة للشاعر محمد الصيداوي

عن منتدى شهربان الثقافي صدرت حديثاً المجموعة الشعرية الرابعة للشاعر محمد الصيداوي بطبعتها الالكترونية الأولى. ضمت المجموعة عشرين قصيدة من الشعر الحر تناولت هموم الحب والوطن والوجود وتصدرها تقديم بقلم الأستاذ الدكتور سعيد المحنّا.

وقد سبق للشاعر أن أصدر ثلاث مجموعات شعرية هي: أغنيات لحذام العراقية–1987، أوليا نخلة مريم–2002، قراءات في وجه القمر– 1999كما ينظر صدور مجموعة أخرى بعنوان احبك حتى اشتعال الرماد. وكان موقع المنتدى الذي يديره الدكتور ماجد الحيدر قد أصدر مؤخراً عدداً من مؤلفات أعضائه ومنها كتاب المشهد القصصي في محافظة ديالى للناقد الكبير الأستاذ سليمان البكري كما يستعد لإصدار عدد آخر.من الكتب بطريقة النشرالالكتروني.

يمكن للقراء الأعزاء تحميل الكتاب من الرابط التالي:

http://www.4shared.com/document/ferkdRNK/-__online.html

ولتحميل نسخة بصيغة ورد على الرابط التلي

http://www.4shared.com/document/9nLVcKgY/___online.html

الخميس، 28 يوليو 2011




حطب

شعر: محمد الصيداوي


لم يبقَ من شجري سوى الحطبِ أينَ الشباب بغصنه الرطِبِ

أين الدنان وكيف أترِعُها ما بين منكسرٍ ومنسكبِ

أين الندامى.. أين أكؤسهم فات الزمان بهم على النُوَبِ

أينَ الأحبةُ.. أين ملعبهم ودروبهم تعبى من التُرَبِ

لم يتعبوا يوماً وما تعبَتْ تلك الوجوه على خطى التعبِ

سكر النعيم بهم وما ثملوا من خمرهِ إلا على الوصَبِ

لم تدّخِر شيئاً جيوبهمُ ذهبُ الحياةِ همُ من الذهبِ

متهللون كأن أوجههم صوبُ الحيا لهوى بهم طربِ

من ماجدٍ ظلت شمائلهُ رفافةً في ضوعها العذبِ

فكأنه يعطيك في يده من قلبه ما كنتَ في عتَبِ

وهوى سليمان الذي اتخذتْ في خافقي منه صلاةُ نبي

ورواء أسعَدَ إذ به سعدتْ أيامنا في ظله الرحِبِ

كنّا هناك وكانَ خامسَنا فرعُ الزمانِ بثوبهِ القَشِبِ

حتى إذا قلنا استفاض ندىً وزكتْ حواشيهِ بلا رِيَبِ

دارت عينا نارُ دورتهِ وكأنه بالأمسِ لم يطبِ

هي تلكم الدنيا إذا اتسعتْ ضاقت، وإن سُئِلتْ فلم تجبِ


نشرت في صحيفة التآخي البغدادية 21-7-2011

الثلاثاء، 15 فبراير 2011

جامعة ديالى تحتفي بالزميل محمد الصيداوي

ضمن منهجها الإبداعي في الانفتاح على الحياة الثقافية والأدبية المعاصرة، تقيم كلية التربية في جامعة ديالى يوم الثلاثاء المقبل 22 شباط جلسة نقدية وبحثية عن الشاعر العراقي الزميل محمد الصيداوي ومنجزه الإبداعي من المؤمل أن تلقى فيها ، بحضور الشاعر، عدد من البحوث والأوراق النقدية التي أعدها نخبة من الأكاديميين العراقيين.

وقد سبق للكلية، مشكورةً، أن أقامت العديد من الندوات والجلسات أحتفل خلالها بعدد من رموزنا الثقافية والإبداعية في العراق ومحافظة ديالى على وجه الخصوص ومنهم الزميل الناقد والروائي الأستاذ سليمان البكري والروائي العراقي البارز أحمد خلف.

الأربعاء، 12 يناير 2011

عشقت الزعيم مثلما احبها..شهربان … جميلة باطيافها كحبات رمانها - حسين رشيد

حسين رشيد

هي واحدة من المدن التي تترك بصمة في ذاكرة من يزورها او يمر بها لما لها من سحر وجمال خاص فهي كأميرة تغفو على نهر ديالى، حيث تحيطها البساتين والخضرة من كل جانب وصوب،مدينة لها تاريخها وحضارتها واثارها الخاصة والتي تفخر بها وبشواهد التاريخ، تعدد اطيافها ودياناتها وتنوع عشائرها اعطاها صبغة اخرى ، هي واحدة من مدن طريق الحرير، شهربان المدينة التي تداعب ذاكرة الطفولة المدرسية بالسفرات الى صدورها، المكحلة بنهر ديالى والغابات والتلال وسد حمرين.

تاريخ المدينة ونشوؤها

كانت شهربان القديمة في بداية القرن العشرين تتألف من 100 بيت (60 مسلمين و 40 يهود) اضافة الى بعض عوائل الصائبة والمسحيين، ولما كان معسكر المنصور قريب منها فقد سكنتها العديد من عوائل اهلنا في الجنوب، مما كانوا يخدمون في العسكرية وما زالت الكثير من هذه العرائل ساكنة رغم كل الظروف والصعاب، للمدينة عدت محلات هي الحداحدة و النجاجير و جيروان و التوراة و المصاليخ و القلعة و الكراد و الرمادية ومحلة الثورة (قرية سلامة) والعديد من الاحياء مثل حي العصري ، وحي فلسطين ،وحب المعلمين، وحي العسكري، اضافة الى العديد من القرى، سوق المدينة الكبير بدوره مقسم الى السوق المسقف، وسوق البزازين، وسوق الجزارين والبقالين، وسوق الكماليات، وللمدينة العديد من الخانات منها خان هوبي وخان صالح، كما تشتهر المدينة بمقاهيها التي كانت منطلقا للعديد من المظاهرات الوطنية مثل مقهى( ابو غصوب)،حيث كانت مركزا للثقافة، وهي كباقي مدن العراق يشطرها نهر (الشاخة) الى شطرين، تضم المدينة التي اشتهرت بزراعة الحمضيات والرمان الذي شكل علامة بارزة لها، تضم ناحيتين ابو صيدا والوجيهية والعشرات من القرى المنتشرة على اطرافها المزدهرة ببساتينها الغناء.

اسمها

اختلفت الآراء بشان اصل كلمة شهربان فالبعض يقول إن أصولها فارسية وتعني (حاكم المدينة) و في الكردية تلفظ (شاربان) و تعني (مدير البلدية) شهر، مدينة، بان، حاكم او صاحب. وهناك رأي أخر يقول، ان الاسـم شــهربان جاء بعد ان حل فيها ذات يوم الامام علـي( ع ) حيث مرض ما ان حط رجـله على ترابها فقال، شـرها بان، او شـرها بين، ومازال الى هذ االيوم مكان في وسط المدينه يسمى المقام، اي مقام الامام علي ( ع) الى ان تم تحويله الى كراج لنقل الركاب بداية الثمانينات، لكن اهـل شهربان مازالوا يسـمونه بالمقام. وقيل ان اسمها سابقا (شهربان) وتعني ( مدينة بان ) وهو رجل فارسي شيدت في عهده ونسبت اليه .

وذكر انها كانت تسمى (شهربانو) نسبة الى رجل كان له خان وتجمع السكان حوله حتى صارت مدينة، وهنالك رواية اخرى اشارت الى ان تسميتها ترجع الى معنى شهربان باعتبار شهر مدينة وبان معناها المحافظ .

أصبحت المدينة ناحية بشكل رسمي عام 1920، وفي العام 1935 غيرت الحكومة العراقية اسمها الى (المقدادية) نسبة (المقداد بن الاسود الكندي)الذي يعتقد بان قبره فيها، وهذا الامر اثار عدة آراء حول المرقد فالبعض يقول ان المقداد جاء مع الامام للقتال، وقتل ودفن في مكانه الحالي, واخر يقول ان المرقد يعود الى احد المتصوفة الكرد و اسمه (المزداد او المجداد)والذي تحول فيما بعد الى مقبرة في اطراف المدينة، ومن معالمها البارزة على الصعيد الديني ايضا فيها مراقد عدة منها مرقد الامام ويس ومرقد الامام محمد الصابر ومرقد الامام مسافر ابن الامام الكاظم ومرقد الامام طالب ابن الامام الكاظم ،ومرقد السيدة رقية بنت الحسن, والعديد من المراقد الدينية، وهناك ايضا معبد لديانة اليهودية في محلة التوراة،كما فيها معالم اثارية مهمة تل هنديبة, تل سبع قناطر، تل وطفة، تل الدولاب، تل الزندان، تل بنت الامير، تل صخر, تل اليهود الذي أزالته الحكومة أواسط الثمانينيات وتل جعار.

العيد في شهربان

العيد في شهربان له ميزة تختلف فعطلة عيد الفطر هـي ثلاثة ايام وعيد الاضحى اربعة, لكنها في في شـهربان هي خمسة للعيدين، فدائما ما كانت العوائل تتجه في الصباح الى الفُرَج فهناك فرجة امام طالب وفرجة المجداد وفرجة امام سافر وفرجة بنات الحسن وفي المساء يكون الذهاب الى الصدور حيث الماء والخضر والوجوه الحسنة، وهي كمثل باقي مدننا في باقي المناسبات مثل عاشوراء والمحيه وايام رمضان.

السينما

كان للمدينة دار استراحة وسينما كانت تعرض اخر الافلام العربية والعالمية والى حد الان موجودة هذه البناية لكنها مهملة، كما كان هناك ناد اجتماعي تقام فيها الحفلات الاسبوعية حيث غنى فيها اشهر مطربي العراق من الفنان فواد سالم وحسين نعمة وسعدي البياتي وسعدي توفيق لكن اكثرهم كان حضورا الى المدينة الفنان الراحل سعدي الحلي.

الزعيم في شهربان

ربما تكون شهربان واحدة من اهم المدن في مسيرة وثورة 14 / تموز / 1958 حيث كان الزعيم عبد الكريم قاسم قريب جدا من اهل المدينة وعلى موعد دائم معهم من خلال تجواله في شوارع المدينة يوم كان امر لواء في منصورية الجبل، كذلك كانت له علاقات حميمية مع ابناء المدينة من خلال تبادل الزيارات في المناسبات والافراح، الامر الذي دفع باهل المدينة الى إقامة تمثال للزعيم في احدى الحدائق التي شيدها بعد الثورة وظل اسم الزعيم يطلق على هذه الحدائق الى يومنا هذا، لكن السلطة البعثية ازالت التمثال بعد تسلطها على رقاب الشعب، لكنها لم تستطع ان تزيل الزعيم من ذاكرة المدينة، حيث حاولت مرار وتكررا اطلاق اسم على الحدائق لكن الناس ابقوا اسم الزعيم. وما دمنا بصدد ذكر الزعيم فلابد من ذكر ابن شهربان البار الشهيد ملازم اول علاء جاسم الأمين الذي احتضن بندقيته وقاوم انقلابي 8 شباط الاسود 1963 حتى الموت أمام بوابة وزارة الدفاع، كذلك لابد من ذكر العريف أول أبو تموز احد المشاركين بحركة الشهيد الخالد حسن السريع.

حياة شهربان الاجتماعية

ما يميز المدينة موقعها الرابط بين شمال وجنوب العراق اذ تشكل حلقة وصل مهمة، لذا كانت محل سكن لمختلف القوميات العربية والكردية والتركمانية، الامر الذي ادى الى العديد من الزيجات، وليس هذا وحسب بل حتى بين الديانات حدثت بعض الزيجات رغم ما أثارتها من حساسية.

كذلك العلاقة الاجتماعية بين هذه الديانات منذ ان كان اليهود موجودين وكيف كانت تبادل الزيارات في المناسبات والافراح كذلك دخول بعض عوائل هذه الديانات في العشائر العربية وتحمل ما كان يحدث من نزاعات وفصول وهناك بعض الطرائف بهذا السياق، حتى ان العوائل المسلمة كانت تقدم الطعام للعوائل اليهودية ايام السبت، في واقع الـحال هي مدينه حالمه مسـالمه يتعايش فيها الناس على اختلاف اصولهم ودياناتهم منذ مئات السـنين، حيث امتزج فيها الدم والعرق.

إداريو المدينة

بعد الحرب العالمية الأولى كانت الفكرة المطروحة أن تكون شهربان مركز محافظة ديالى، وليست بعقوبة كما هو الحال الان، وذلك بسب موقعها المهم وسط المحافظة، لكن نفوذ اهالي بعقوبة ووجود وساطة قوية لديهم أهلت مدينتهم لتكون مركز المحافظة، إلى جانب معارضين من اهالي شهربان لم يعجبهم أن تتوسع مدينتهم وتتحول، كما ظنوا إلى مرتع للفساد.

تعود عراقة شهربان لكثير من الميزات التي امتازت بها، فهي المصدر الاول لفاكهة الرمان في العراق، فرمانها يصل الى كل مناطق البلد، ففي موسمه تجد العشرات لا بل المئات من سيارات الحمل الكبير والمتوسطة والصغيرة، تنقل الرمان الى كافة المدن العراقية، ولن نبالغ اذا قلنا ان رمانها وصل الى دول مجاورة، ولكونها تتوسط المسافة بين بغداد والحدود الايرانية كانت محط راحة للقوافل التجارية الذاهبة والقادمة من بلاد فارس والهند وجنوب شرق أسيا ومثلها القوافل المغادرة من بغداد الى مناطق الشرق الامر الذي انعكس على ساكني المدينة فتجدهم يتكلمون الفارسية والتركية والكردية والتركمانية وقسم قليل منهم يتكلم الهندية, كذلك ما تتمتع بها من وفرة الماء والخضرة وطيبة اهلها وناسها جعلها تضم فسيفساء العراق القومية والاثنية والمذهبية.

يعتبر المرحوم عبد الله المظفر اول قائمقام لشهربان وهو أول رئيس وحدة أدارية استبدل الكشيدة بلبس السدارة خروجاً عن المألوف في ذلك الزمن ومن ثم جاء بعده الراحل محمود السنوي ومن بعدهم جاء الأديب والكاتب المعروف ابراهيم صالح شكر.

وبرغم انشاء محطة القطار في شهربان في العام 1918 حيث كان القطار يصل مدينة كفري، ومن ثم إلى كركوك، ليمتد في الخمسينيات الى أربيل، الا ان واسطة النقل المحببة لاهالي المدينة ظلت العربة التي تجرها الخيول،وهناك نوع مميز كان يسمى العربة الباص، حيث تجرها أربعة خيول وغالبا ما تستخدم بالتنقل بين شهربان والمدن الأخرى لنقل الأشخاص والبضائع، اما العربة العادية "الربل " فكانت واسطة النقل داخل المدينة.

مقاهي المدينة

اشتهرت المدينة بمقاهيها القديمة والأصيلة منها مقهى حسين كوز ومقهى شهاب يارم ومقهى حسن كركوكلي ومقهى علي زينل ومقهى علي جوير اذ تعتبر هذه من اول مقاهي المدينة،اضافة الى مقهى ابو غصيب، ومقهى حسن سفر التي ما تزال شاخصة في وسط سوق الدينة.

وكحال باقي مناطق العراق كان القصخون يسردون قصص عنتر وعبلة وأبو زيد الهلالي، ومن الأمور الجديرة بالذكر ان المرحوم عكار وهو والد المطرب المعروف جبار عكار كان يأتي إلى شهربان ويقرأ الشعر بمصاحبة الربابة في المقاهي، هذا ما ذكره الحاج ابراهيم موجه وهو إمام وخطيب جامع الاورفلي في شهربان .

خانات المدينة

اتجه اهلها لبناء الخانات من اجل استقبال القوافل والزائرين والمسافرين حيث تجاوز عددها الثلاثة عشر خانا زال قسما منها او هدم وحول الى أبنية أخرى فيما ظل قسم اخر شاخصا ليومنا هذا..

أول هذه الخانات خان (اليوخلمجي) وتعني المفتش باللغة التركية الذي اندثرت معالمه وشق فيه شارع محلة الرمادية وذلك عام 1941 بعد ان بنيت على جانبه الدور من قبل المواطنين ويعود هذا الخان لرجل ثري اسمه عبد الرزاق طه المهداوي.

وخان عبود الذي يقع في مدخل المدينة من جهة الشمال والذي شق وسطه الشارع المؤدي الى محطة القطار عام 1934 فهو يعود الى الوجيه عبود عبد الرحمن الخيلاني وهو من عائلة عريقة ساهمت ببناء المدينة، منذ تأسيسها، وقد دفن والده في الجامع الكبير ثم هدم الخان عام 1971 وتم بناء محلات بدلا عنه، وقد اقتطع جزءً من الخان لبناء سينما كانت تعرض أفلاما ملتزمة ساهمت في رفع مستوى الشباب الثقافي والأدبي آنذاك.

وخان "اسماعيل محمد أمين"الذي يقع في الجانب الغربي من المدينة على امتداد شارع السوق, استغل هذا الخان في بداية الخمسينيات من القرن الماضي كنادٍ لموظفي المقدادية، حيث أقام متعهده العديد من الحفلات الترفيهية الساهرة لعوائل المدينة، وتم هدم الخان وبناء محلات بدلاً منه.

اما خان الفارسية فيقع في وسط المدينة وبمساحة واسعة سمي بهذا الاسم كون ان جد مالكيه كان يتكلم الفارسية وعين مترجما في ديوان الوالي العثماني في بغداد آنذاك ومن الجدير بالذكر ان الكاتب الأمريكي اللبناني الأصل (حنا بطاطو) أشار الى عراقية وعراقة هذه العائلة، ومازال جزء من هذا الخان باقياً الى يومنا هذا, وقد سكنت به أحدى العجائز اليهوديات وتدعى (نونة) التي رفضت ان تهجر العراق مع عائلتها.

خان الاورفلية ويقع في موقع مهم من السوق مازال قسم منه موجودا لغاية الآن والاورفلية عائلة جاءت من مدينة اورفة في تركيا، وقد شقه شارع السوق عام 1944. وخان توفيق سلطان عجاج وكان يسمى (ارخسي جامعن بقجه سي).. كما كان لهم خان آخر تم تقسيمه الى قطع شيدت عليها محلات وشقق وكان هذا في الثمانينيات.

وكذلك خان محمد قدو وابراهيم خلاوي وخان علي الجوال وخان خليل أمين وخان جليل أمين وخان عبد الكريم اغا وخان ملا علي وخان وكوش وخان هوبي وخان صالح اللذان ما زالا موجودين الى حد هذه اللحظة.

محلات المدينة

لشهربان العديد من الاحياء والمحلات القديمة والحديثة، منها محلة الحداحده والنجاجير، حيث كان يسكنها اغلب الحدادين والنجارين، ومحلة القلعة والجيروان، وهن من المحلات القديمة والعريقة في المدينة، اضافة الى محلة الحرية والعروبة والرمادية، وقرية سلامة " الثورة "، والعزي، وسريحة، والشاخة، اضافة الى عدد من الاحياء منها الحي العصري الذي يشكل مركزا هاما للمدينة حيث تحول الى سوق عصري مهم، وحي المعلمين الذي أنشئ نهاية السبعينيات اضافة الى الحي العسكري، وحي بلور، مع وجود العديد من العرصات، اضافة الى حي الشهداء الذي يشترك مع الحي العسكري في جميع مدن العراق، مع وجود مجمعات سكنية تسمى دور، منها دور الضباط،، ودور ونواب الضباط، ممن كانوا يخدمون في معسكر المنصور ودور الزراعة، ودور الري.

قرية سلامة

قد تكون قرية سلامة او الثورة واحدة من اكثر مناطق المدينة شعبية وحميمية، وتعود تسميتها بقرية سلامة لسكن اول عائلة فيها عرفت بيبت سلامة لتاخذ المنطقة التي شيدت في بداية الاربعينيات او نهايتها اسمها من هذه العائلة، مع العلم ان اغلب بيوتها كانت حديثة وعمرت فيما بعد لكنها ظلت محتفظة باسمها " قرية سلامة" الى وقتنا هذا.

مثلما تشكل شهربان مركز محافظة ديالى فقرية سلامة هي مركز المدينة حيث تربط اطرافها الاربعة ببعضها البعض، تتكون من خمسة درابيين حيث تضم قرابة 400 بيت، تقطع هذه الدرابين بشارعين رأسيين ، الدربونة الاولى يطلق عليها دربونة بيت سليم نسبة الى رجل صاحب محل مواد غذائية وهو من اوئل ساكنيها، الدربونة الاخرى دربونة بيت الجدة والتي كانت مشهورة في كافة ارجاء المدينة، والثالثة دربونة المهدية، نسبة الى عشيرة المهدية، والدربونة الثانية دربونة بيت العدادة، والدربونة الاخيرة دربونة بيت المجبرجي، نسبة الى الحاج خلف الموسى الذي اشتهر بمعالجة الكسور.

أعراف

وكانت هناك عادات او تقاليد قد تكون خاصة بشهربان او المدن المجاورة لها، ففي الأعراس، يصنعون دمية على شكل عروس ويرقصونها مع الساس، وكان الشباب الصغار يحملــــون أشياء العروس أمامهـــا، وغالبا ما كانت العروس تزف بعربة ربل، عند وصول موكب العروس يصعد العريس فوق سطح داره ويقذف العروس ببرتقالة أو أية فاكهة أخرى لحظة دخولها الدار، ليقوم الأطفال بالتنازع فيما بينهم للحصول على الفاكهة، هذه العادة بقيت سارية في شهربان ومدن أخرى من ديالى ، حتى بداية السبعينيات .