الأحد، 14 يونيو 2015



لا تلوميني
شعر: محمد الصيداوي

 















لا تلوميني وكُفّي العَذَلا
أنتِ، لا شعريَ، أوحى الغزَلا

واسألي عينيكِ عن سرِّهما
كيف يغشاني خيالاً ثمِلا

أيُّ جفنٍ منهما يا امرأةً
لم يزدني لوعةً أو خبَلا

أيُّ هُدبٍ منهما سيدتي
ليسَ يدري في الهوى مَن قَتَلا

إي وأيم الله يا فاتنتي
لم يكنْ حبُّكِ إلا أجَلا

مُنيَتي ألقاكِ في الأخرى وقدْ
عزَّ لقياكِ بهذي وغَلا

ليسَ لي إلاكِ ذنبٌ، وغداً
ليسَ عن عينيكِ أرضى بدَلا

كل ما في الأرضِ لولاكِ سُدى
والدُنى لولاكِ كانت هَمَلا

وخمور الأرضِ في أكؤسِها
من حُمَيّاكِ توارت خجَلا

يا "أوليّا" والهوى رشَّفَني
من لَمى ثغركِ خمراً عسلا

وعلى خدَّيكِ ماجت شفتي
وارتمت نشوى تعلُّ القبَلا

يا لنهديكِ وقد أغراهما
ثغريَ الظامئُ حتى اشتعلا

بخمورٍ قطَّراها في دمي
كحريقٍ من حريقٍ نَهَلا

أيُّ مرجٍ منكِ قد أيقظني
أرِقا أشكو سَقاماً كسِلا

فتَغَشّاني على سَكرتهِ
قمرا لفّعَ نجماً شُعَلا

يا لها من نخلةٍ لو أنها
ضّمنت عيسى أتتهُ الأكُلا

وسقتهُ الخمرَ من أعطافِها
وتردّى من هواها واتَّلى

لي على كفّيكِ نارٌ وندىً
ووقاري في هواكِ ابتُذِلا

وإذا مرَّ غزالٌ أهيفٌ
وازدهاني، كنتِ أنتِ الأجمَلا

باسمكِ الأبهى ومن أحرفهِ
صغتُ شعري لكِ عطراً وحُلا

لكِ أحيا يا "أوليّا" في الهوى
من هوى عينيكِ أبقى وجِلا