الأحد، 17 يونيو 2012


"رسائلُ" أفاقت.. أينَ أنت؟
شعر: محمد الصيداوي

عصفَ الهوى فأفاقَ جفنٌ ذابلَ            وتغزِّلَ الشعراءُ فيكِ "رسائلُ"
وشكا "ابنُ صيدا" من حرارةِ وجدهِ      كيما يبَلَّ صداهُ ثغرٌ ثاملُ
لله أنت أمن هوايَ مصوغةٌ    يا فتنةَ الشعراءِ شغلكِ شاغلُ
زعموا بأن هواك يقتلُ أهلَهُ    فتيقنوا أنْ باتَ حبّيَ قاتلُ
وتأملوا قلبا يضمُّ حبيبَهُ         فرأوهُ مأهولا وحبكِ آهِلُ
يا فتنةَ الشعراء أيةُ فتنةٍ        هذي التي منها يطيشُ العاقلُ
إن كان محضَ الجهلِ حبُّكِ فاعلمي       أني بحبّكِ رغمَ حلميَ جاهلُ
سأقيمُ محرابا لوجهكِ صاعداً وعلى ثراهِ الطُهرِ وجهي نازلُ
صدرٌ خرافيٌ تثاقلَ حملهُ       فتقطعتْ مما تُشيلُ حمائلُ
وعلى غلالةِ كلِّ نهدٍ روضةٌ   غنّاءُ حفّتها هناك غلائلُ
ظلتْ على الحيزومِ تُقطِرُ خمرَها         عسلاً جرت منه عليهِ مسايلُ
من لي بها في ليلةٍ عُريانةٍ     حتى أرى قمري وليلي لائلُ
متوسدا جنبي يدي وأضالعي  فأزقُّهُ قُبَلا وفجري غافلُ
حتى أرى جسدي تبدلَ لونُهُ   فيقولُ إلفي مالوجهكَ حائلُ
يا من تعذبني بفرطِ نفورها    ضدّانِ نحنُ مُواصلٌ ومماطلُ
بسط الدجى يمناه وهو ممالئٌ  وجعي وأيامُ الزمان تهازِلُ
علّقتُ قلبي في مناطِ ردائها    وبمعصميها الحاميات خلائلُ
في أخمصيها الروحُ تلبدُ مرة وتضج أخرى فهي مهرٌ صائلُ
آلتْ لتجفوني إذا ساءلتها       عن أوبةٍ سلفتْ ليحجمَ سائلُ
ما لي اليك سوى غرامي مخرجا         حتى توافيني اليك مداخلُ
يا من تُشاتِمني وإني لم أقلْ    شيئاً يريبُ وما سواكِ القائل
أحبولتي في الحبِّ ألا أنثني    ولئِنْ تقطّعَ في هواي حمائلُ
يا من يلجّ بعذله متجنياً         هلا ارعويتَ فما يُطاعُ العاذلُ
من ذا يعاصي الحبّ؟ من لا ينحني       لعَصوفه والرادفاتُ زلازلُ؟
لو كنتَ تملكُ من توخّي فِطنةٍ خيطاً مضاءً لازدهتكَ منازلُ
لكن عَرَتكَ بلادةٌ فتماثلتْ      ظُلَمٌ لعينكَ في الهوى ومشاعلُ
هو ميت حجراً وسقط تافه     من لا يناضل في الهوى ويقاتلُ

*"رسائل" هي امرأة بعينها