الخميس، 28 يوليو 2011




حطب

شعر: محمد الصيداوي


لم يبقَ من شجري سوى الحطبِ أينَ الشباب بغصنه الرطِبِ

أين الدنان وكيف أترِعُها ما بين منكسرٍ ومنسكبِ

أين الندامى.. أين أكؤسهم فات الزمان بهم على النُوَبِ

أينَ الأحبةُ.. أين ملعبهم ودروبهم تعبى من التُرَبِ

لم يتعبوا يوماً وما تعبَتْ تلك الوجوه على خطى التعبِ

سكر النعيم بهم وما ثملوا من خمرهِ إلا على الوصَبِ

لم تدّخِر شيئاً جيوبهمُ ذهبُ الحياةِ همُ من الذهبِ

متهللون كأن أوجههم صوبُ الحيا لهوى بهم طربِ

من ماجدٍ ظلت شمائلهُ رفافةً في ضوعها العذبِ

فكأنه يعطيك في يده من قلبه ما كنتَ في عتَبِ

وهوى سليمان الذي اتخذتْ في خافقي منه صلاةُ نبي

ورواء أسعَدَ إذ به سعدتْ أيامنا في ظله الرحِبِ

كنّا هناك وكانَ خامسَنا فرعُ الزمانِ بثوبهِ القَشِبِ

حتى إذا قلنا استفاض ندىً وزكتْ حواشيهِ بلا رِيَبِ

دارت عينا نارُ دورتهِ وكأنه بالأمسِ لم يطبِ

هي تلكم الدنيا إذا اتسعتْ ضاقت، وإن سُئِلتْ فلم تجبِ


نشرت في صحيفة التآخي البغدادية 21-7-2011